Print

الجغرافية السياسية وراء الحرب في اليمن: هل تريد كل من السعودية والولايات المتحدة تقسيم اليمن ؟
Par Mahdi Darius Nazemroaya
Mondialisation.ca, 31 mars 2015
را قب (Raqeb) 31 mars 2015
Url de l'article:
https://www.mondialisation.ca/5446781/5446781

عدم الإستقرار في اليمن لا يسببه فقط إيران أو الحوثيين ولكن التدخل الأمريكي والسعودي في اليمن – من الغزو السعودي في 2009 إلى هجمات الدرون الأمريكية- والعقود من الدعم الذي قدمته السعودية للحكم السلطوي وغير الشعبي في اليمن.

قالت مجلة فورين بوليسي يوم 6 مارس « يتم رسم خطوط المعركة في اليمن، أفقر الدول العربية وأحدث المرشحين في الشرق الأوسط لفشل الدولة. إذا إندلعت الحرب المفتوحة قريبا، كما يبدو بإزدياد أنه متوقع، لن تجعلها المنافسة على التفوق الإقليمي بين السعودية وإيران أسوء. ثبت أن كلا القوتان متحمستان لتسليح المجموعات التي يعتقدون أنهم يستطيعون السيطرة عليها ».

التحالف الحوثي مع إيران: براجماتية أم طائفية؟

الحوثيون ليسوا وكلاء للإيرانين. حركة الحوثيون لاعب سياسي ظهر نتيجة  للإضطهاد. تسمية الحوثيون وكلاء للإيرانين هو أمر يوحي بقلة الملاحظة ويتجاهل تاريخ وسياسة اليمن. حتى فورين بوليسي تعترف أن « إذا إنتدلعت الحرب على أسس طائفية لن يكون ذلك لأن هذا هو الإنقسام في اليمن، سيكون لأن ممولي الحرب الأجانب يشعلون إنقسامات لم تكن مهمة من قبل ».

أنكر القادة الحوثيين إدعائات بأنهم يأخذون أوامر من طهران. لم يوقف ذلك المسؤولين والإعلام السعودي والخليجي الذين إستخدموا وإستغلوا بيانات المسؤولين الإيرانين، مثل مقارنة الحوثيين للبسج في إيران، عن تصوير الحوثيين على أنهم وكلاء لإيران.

وكما أن الحوثيون ليسوا وكلاء لإيران لا يوجد تحالف شيعي بين طهران وبينهم في اليمن. الحديث الذي يتركز على هذا السرد الطائفي البسيط يخفي الطبيعة السياسية والدوافع للصراع في اليمن ويلغز صراع الحوثين ضد الإضطهاد بشكل مهين. حتى السبعينات كان آل سعود بالفعل مساندين كبار للفصائل الملكية في اليمن ويغلب عليها المسلمين الشيعة.

ولكن المسلمين الشيعة في اليمن ليسا جعافرة (إثنى عشرية)  مثل معظم المسلمين الشيعة في إيران وجمهورية أزاربيجيان ولبنان والعراق وأفغانستان وباكستان ومنطقة الخليج الفارسي. وبغض النظر عن جيوب صغيرة للشيعة الإسماعيلية – الذين يمكن المجادلة وتسميتهم سبعية – في محافظات صعدة حجة وعمران المحويت وصنعاء وإب والجوف أغلب الشيعة في اليمن زيدين. الإسماعيلين في اليمن في أغلبهم أعضاء في الداودين والسليمانين وهي فصائل من الإسماعيلية المستعلية التي إبتعدت عن الإسماعيلية النزارية الأكبر.

العداء الأمريكي والسعودي لحركة الحوثيين هو ما جعل الحوثيون بشكل براجماتي يلجؤن لإيران كي تساعدهم لعكس الميزان. حسبما قالت وول ستريت جورنال « المليشيات الحوثية المسيطرة على العاصمة اليمنية تحاول بناء روابط مع إيران وروسيا والصين لمجابهة الدعم الغربي والسعودي للرئيس المخلوع ».  يقول الوول ستريت جورنال يوم 6 مارس « الحكومة الحوثية الإنتقالية أرسلت وفدا لإيران بحثا عن الموارد النفطية ولروسيا بحثا عن إستثمارات في مشاريع الطاقة حسبما قال أثنان من كبرا المسؤولين الحوثيين. ويخطط وف أخر لزيارة الصين في الأسابيع القادمة حسبما قالوا.

نتيجة لمد حركة الحوثيين يدها فإن إيران واليمن أعلنتا يوم 2 مارس أنه سيكون هناك رحلات جوية يومية بين طهران وصنعا. إن هذا هو خط حياة مهم لدعم الحركة الحوثية.

السرد الطائفي وكارت الطائفية

لا تتسبب إيران أو الحوثيون في عدم الإستقرار في اليمن ولكن يتسبب فيه تدخل الولايات المتحدة والسعودية في اليمن – من الغزو السعودي عام 2009 إلى هجمات الدرون الأمريكية- والعقود من الدعم الذي قدمته السعودية للحكم السلطوي وغير الشعبي في اليمن.

اليمن ليست دولة مقسمة ضمنيا. وبجانب رعاية السعودية والولايات المتحدة للقاعدة لا يوجد هناك إنقسام أو توتر شيعي سني. لمنع اليمن من الإستقلال ساند السعوديون والأمريكيون الطائفية على أمل خلق إنقسام سني شيعي.

على عكس السرد المزيف فإن تحالفات إيران في الشرق الأوسط ليست طائفية في الحقيقة. جميع حلفاء طهران الفلسطينين مسلمون سنة في أغلبهم بينما في العراق وسوريا وبعيدا عن الحكومات تساند إيران مقطعا من المجموعات العرقية والعقائدية تتضمن غير العرب والمسيحيين. يتضمن ذلك المسلمون السوريون وأغلبهم سنة والأكراد العراقيون وجناح سوتورو الأشوري في حزب الإتحاد السيرياني (SUP) في سوريا. في لبنان وبغض النظر عن حزب الله فإن الإيرانين متحالفين أيضا مع مسلمين سنة ودروز وأحزاب مسيحية بما فيها التيار الوطني الحر بقيادة ميشيل عون – وهو أكبر حزب مسيحي في لبنان.

إذا كان لدى أي طرف سياسة الإشتباك الطائفي فهي الولايات المتحدة وحلفائها من ممالك البترو دولار. الولايات المتحدة والسعودية إشتبكوا مع الحوثيين في وقت سابق وإستخدموهم ضد الإخوان المسلمين في اليمن. بالإضافة إلى ذلك وخلال الحرب الباردة  حاولت واشنطون وآل سعود أن يستخدوا الشيعة في اليمن ضد الجمهوريين في اليمن الشمالي والجمهورية اليمنية الشعبية في الجنوب. وقد أصبحت الولايات المتحدة والسعودية عدائيتان ضد الحوثيين فقط بعد أن أبدت حركة الحوثيين  أنها لن تصبح عميلة لواشنطون أو الرياض.

التحضير لغزو اليمن

يوم 20 مارس هاجم إنتحاريان جوامع البدر والحشوش خلال صلاة العصر. قتل حوالي ثلاثمئة شخص. وإتهم عبد الملك الحوثي الولايات المتحدة وإسرائيل بدعم الهجوم الإرهابي ودعم داعش والقاعدة في اليمن. وقد لام السعودية أيضا.

شجبت مرزية أفخام المتحدثة الرسمية بإسم وزارة الخارجية الإيرانية الهجمات الإرهابية في اليمن بينما كان هناك صمت في المغرب والأردن وممالك البترو دولار. بطريقة أو أخرى شجبت سوريا والعراق وروسيا والصين الهجمات الإرهابية في اليمن أيضا. لإبداء دعم طهران لليمن أرسلت طائرتا بضائع محملتان بالمعونات الإنسانية إلى اليمن وجلب الهلال الأحمر الإيراني خمسين من ضحايا الهجمات الإراهابية إلى داخل إيران لتلقي العلاج

فشل آل سعود في اليمن

إن حركة الحوثيين نتيجة لسياسات السعودية في المن ومساندتها للحكم السلطوي. في هذا المجال فإن الحوثين رد فعل لوحشية السعودية ودعم آل سعود للسلطوية في اليمن. لقد ظهروا جزء من تمرد قاده حسين بدر الدين الحوثي في 2004 ضد الحكومة اليمنية.

إدعى النظام اليمني زورا أن الحوثين يريدون إنشاء إمامة زيدية في الجزيرة العربية كوسيلة لشيطنة الحركة. ولكن ذلك فشل في إيقفهم إزدياد قوتهم. لم تستطيع القوات المسلحة اليمنية أن تتعامل معهم في 2009 مما نتج عنه تدخل سعودي أطلق عليه عملية الأرض المحروق والذي بدأ شنه في 11 أغسطس 2009.

فشلت السعودية في هزيمة الحوثين عندما أرسلت قواتها إلى اليمن لمحاربتهم في 2009 و2010 وقد فشلت في إجبار اليمن وحركة الحوثيين على الركوع في طاعة. عندما طالبت بأن يعزف الحوثيون والحكومة الإنتقالية اليمنية  على نغمة السعودية ويذهبون إلى الرياض للتفاوض رفض الحوثيون والمجلس الثوري اليمني ذلك لأن المفاوضات وأي خطة لإقتسام السلطة تدعمها السعودية ستهمش الحوثيون والقوة السياسية الأخرى في اليمن. لهذا السبب فإن إتحاد القوى الشعبية والمؤتمر الشعبي العام الذي ينتمي له الهادي وحزب البعث في اليمن، جميعها دعمت موقف الحوثيين ضد السعودية.

تقسيم اليمن؟

لقد شهدت اليمن عدة إنتفاضات وتدخلات عسكرية من الولايات المتحدة والسعودية وحركة إنفصالية تقوى في المحافظات الجنوبية. لقد أصبحت القوات المسلحة اليمنية مقسمة وتوجد حساسيات قبلية. كما كان هناك حديث عن التحول إلى دولة عربية فاشلة.

في 2013 عرضت النيو يورك تايمز تقسيم ليبيا وسوريا والعراق واليمن أن تنقسم. في حالة اليمن كان العرض أن تقسم إلى قسمين مرة أخرى. قالت النيو يورك تايمز أن ذلك يمكن أن يحدث أو سوف يحدث بعد إستفتاء محتمل في المحافظات الجنوبية. كما عرضة النيو يورك تايمز « أن جميع أو أجزاء من اليمن الجنوبي يمكن أن تصبح جزء من السعودية. جميع تجارة السعودية تقريبا تحدث عبر البحر والمنفذ المباشر لبحر العرب يمكن أن يقلل الإعتماد على الخليج الفارسي – والمخاوف من قدرة إيران على قطع مضيق هرمز ».

السعودية والهادي يغازلون الإنفصاليون في الجنوب اليمني الذي يملكون دعم عشر السكان. الإختيار التالي للولايات المتحدة والسعودية قد يكون تقسيم اليمن لطريقة لتقليل الإنتقال الإستراتيجي الناتج عن إنتصار الحوثين. هذا سيؤكد أن السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي لديها نقطة إنتقال جنوبية إلى المحيط الهندي وأن الولايات المتحدة تحافظ على موطئ قدم في خليج عدن.


 

بقلم: المهدي داريوش ناظم رعایا / المهدي داريوس نازيمروايا

لمصدر:غلوبال ريسيرتش

مصدر الترجمة: فريق ترجمة موقع راقب 

الثلاثاء, مارس ٣١ , ٢٠١٥

Avis de non-responsabilité: Les opinions exprimées dans cet article n'engagent que le ou les auteurs. Le Centre de recherche sur la mondialisation se dégage de toute responsabilité concernant le contenu de cet article et ne sera pas tenu responsable pour des erreurs ou informations incorrectes ou inexactes.